التخطي إلى المحتوى

أعلن مارك زوكربيرغ مؤخراً عن تغيير اسم الشركة التي أسسها فيسبوك إلى ميتا Meta في إشارة إلى ما يسمى بالميتافيرس أو الكون الافتراضي، وأوضح مارك أن هذا التغيير يعكس رغبة الشركة بالتوجه نحو هذا المجال الحديث لتركز أنشطتها هناك، وهو بلا شك تغيير كبير تسعى إليه الشركة في رغبة منها للحصول على مصادر دخل إضافية، وهو في الحقيقة لم يكن مفاجئاً حيث أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يذكر فيها مارك هذا التوجه.

 

القرار أتى بعد فضائح كبيرة لشركة فيسبوك

لتفسير قرار الشركة بتغيير اسمها يجب رؤية هذا القرار ضمن سياقه، فمنذ فترة ليست ببعيدة سربت موظفة سابقة في فيسبوك اسمها فرانسيس هاوغن معلومات عن سياسة فيسبوك وعن أن الشركة فشلت في منع المحتوى الذي يدعو إلى الكراهية وان الفريق المسؤول عن الأمان في الشركة كان عدد أفراده قليلاً وأن الشركة لم تكن مستعدة لحماية أمن المستخدمين حيث إن ذلك يعني خسارتها للأرباح، وكانت هذه ضربة إعلامية موجعة لعملاق التواصل الاجتماعي.

 

وحذرت فرانسيس أيضاً من أن انستغرام كان أسوأ من الصيغ الأخرى من التواصل الاجتماعي، حيث قالت بأن الموقع يشجع على المقارنة وعدم رضا الإنسان عن شكل جسده وخاصة لدى المراهقات، وأشارت إلى بحث أجرته الشركة تحدث عن الإدمان وعن أن الأطفال لا يستطيعون التحكم باستخدامهم لهذا التطبيق برغم تعاستهم.

 

سهم الشركة يتراجع بعد تعرض سمعتها لرضة قوية

وقد فضحت فرانسيس الشركة في البداية في مقابلة ضمن برنامج ٦٠ دقيقة، كما شهدت امام مجلس الشيوخ وكان أثر هذا سلبياً على أسهم الشركة، خاصة بعد انقطاع الخدمة لعدة ساعات متتالية عن موقع فيسبوك وعودتها للعمل بعد ذلك.

 

أعزى البعض انقطاع الخدمة لرغبة فيسبوك بالتعامل مع الفضيحة لكن البيانات تشير إلى مشكلة تقنية تم حلها لاحقاً، لكن الضرر قد وقع فعلاً وتراجع سعر السهم  فقد كان يتداول عند مستوى ٣٧٦ دولار للسهم، لكنه الآن يتداول عند مستوى ٣٣٠ دولار أو أدنى من ذلك، حتى بعد الإعلان عن تغيير الاسم، ويمكنك بيع أو شراء سهم فيسبوك مع شركة مالية موثوقة مثل أكسيا من خلال العقود مقابل الفروقات.

 

من الصعب على فيسبوك (أو ميتا) إصلاح سمعتها الآن

 

ترى الشركة اليوم أن مستقبلها بعيد عن الشبكات الاجتماعية ولا ترغب بأن تعتبر واحدة من شبكة التواصل الاجتماعي وإنما تريد أن تتجه نحو الميتافيرس وهذا يعني أن الأفراد عوضاً عن استعراض المحتوى على الانترنت، فإنهم يكونون جزءاً منه.

الميتافيرس لم يكون موضع إعجاب الكثير من الناس

وهنا يبدو واضحاً أن الشركة ترغب بإصلاح سمعتها المتضررة بشكل كبير وتشتيت الانتباه عن المشاكل التي تعاني منها، فالفضائح الأخيرة التي مرت بها الشركة ليست الأولى فقد واجهت مشاكل مسبقة عندما برزت معلومات تشير إلى تورطها في محاولات للتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكي ضمن فضيحة كامبريدج أناليتكا.

 

ولا يبدو أن الشركة ستنجح هذه المرة في تنظيف سمعتها حيث إن ردة فعل الناس لم تكن إيجابية للغاية، حيث إنهم في البداية لم يفهموا تماماً ما هو الميتافيرس، وثانياً لا يبدو أن هناك حماس لارتداء نظارات العالم الافتراضي والانعزال عن العالم الحقيقي بهذا الشكل.

 

كيف سيتحرك سهم فيسبوك من هذه النقطة؟

إن انعدام الوضوح يعني أن اتجاه سهم فيسبوك غير مؤكد بعد، حيث ان مجال الميتافيرس لا زال جديداً وقد لا يلقى الاقبال الذي ترغب به فيس بوك وقد لا يحقق لها الأرباح التي ترغب بها، وهذه القرارات التي اتخذتها الشركة قد تدفعها باتجاه المزيد من الصعود أو قد تكبدها خسائر كبيرة نتيجة استثماراتها الضائعة وفي كلتا الحالتين يمكنك تداول السهم بيعا أو شراء مع وسيط مالي موثوق مثل أكسيا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *