-
تشهد أسواق الكريبتو حالة من التقلب، فتارة تنخفض قيمة العملات الرقمية بشكل كبير، وتارة تصعد تدريجيًا، وتارة تسجل أرقام قياسية، ومن الجلي أن معظم العملات الرقمية الصغيرة مرتبطة بالأصول القوية، كالبيتكوين، والإيثيريوم وغيرها، ولكن ما شهده سوق الكريبتو في الأسابيع القليلة المنصرمة، سجل صدمة لدى العديد من المستثمرين ورواد الأعمال، فلم يكن أحد يتوقع أن تسجل البيتكوين أكبر عملة عملاقة والإيثيريوم المصنفة في المرتبة الثانية مخاسر كبيرة في غضون 24 ساعة فقط، لتسجل كافة العملات الرقمية الأخرى هبوطًا حادًا في القيمة السعرية،
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن سوق العملات الرقمية يتميز بعدم الإستقرار، وهذا ما يجعله بيئة خصبة للمستثمرين والمتداولين لتحقيق المزيد من الأرباح، فالإيثيريوم ما زالت تحتل المرتبة الثانية بعد البيتكوين مباشرة برأس مال يفوق الـ 400 مليار دولار، فضلًا عن كونها موطن رئيسي للعديد من التطبيقات اللامركزية، أبرزها الـ DApps، NFTs، وغيرها الكثير.
مؤسس الإيثيريوم: لم أعد مليارديرًا
كشف المؤسس المشارك لمشروع الإيثيريوم في تغريدة له عن مدى الضرر الذي حل به بعد أن سجلت العملات الرقمية انهيارًا حادًا في القيمة السعرية، ولم يكن فيتاليك بوتيرين وحده الذي خسر ثروة طائلة، فقد لحق الضرر أيضًا بريان أرمسترونغ مؤسس كوين بيس، وكذلك الحال انخفضت ثروة مؤسس بينانس إلى أكثر من 95 مليار دولار، وغيرهم الكثير، ولكن ما يثير التساؤلات هنا، ما هو السبب وراء تدهور مشروع الإيثيريوم؟ وكيف ساهم بوتيرين في بناء محفظته؟ ومن هم الشركاء الآخرين في مشروع الإيثيريوم؟ وهل تستند العملات الرقمية على أصول أخرى؟ للإجابة عن هذه التساؤلات يمكنك قراءة المزيد عبر مؤسس الايثريوم يروي تجربته المؤلمة بعد انهيار سوق العملات
بعد الخسارة: خطط بوتيرين المستقبلية
وفقًا لخطط فيتاليك بوتيرين المؤسس المشارك لمشروع الإيثيريوم، فإنه من المحتمل أن المشروع الحالي قد يتحكم بشكل كبير في عالم الميتافيرس خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث تعد الميتافيرس خطة مستقبلية لعالم افتراضي كبير، يقدم للناس خدمة التفاعل فيما بينهم مع العالم الرقمي، فمثلًا التفاعل الشخصي مع الأفاتار، ومن هنا جاءت الفكرة لبوتيرين لوضع مشروعه الحالي وتطويره ليواكب عالم الميتافيرس، وليكون جزءً لا يتجزأ منه، بهدف السماح للأشياء بالتدفق بشكل سلسل بين أنظمة المشروع الأساسية والعالم الافتراضي.
حيث يعتقد بوتيرين بأن النظام البيئي لمشروع الإيثيريوم يتيح لكافة مستخدمي المشروع اسم مستخدم عبر الويب 3.0 ويدعم المواقع اللا مركزية، ولكن ما يبدي له اهتمام كبير في الوقت الحالي هو الحجة المعرفية الصفرية المعروفة بـ ” Zk-Snarks”، وهي عبارة عن جملة مشفرة؛ تتيح للأفراد إمكانية إثبات ما يمتلكن من معلومات محدودة بطريقة سرية لا يمكن كشفها، فضلًا عن تذليل العقبات أمام التفاعل بين المحقق والمثبت، كما ويعتقد بوتيرين بأن جملة التشفير سوف تكون التقنية المستقبلية التي ستحقق انتشار كبير وصدى واسع لتعزيز مبدأ الخصوصية خلال السنوات القليلة القادمة.
كما وعلق صاحب الـ 28 عامًا بأن الخطط المستقبلية للمشروع ستحدث ثورة كبيرة، وذلك لإنتشارها في الاتجاه الصحيح على مدى السنوات الـ 10 القادمة، ومن ناحية أخرى، يرى المستثمرين في العملات الرقمية بأن الميتافيرس قد يساهم في تقييد مرونة الأسواق الرقمية، كما ويرى رؤساء الشركات بأن التنفيذ النهائي للخطط الحالية في المشروع الحالي قد يساهم في رفع معدل الاعتمادية ذات النطاق الواسع على العملات الرقمية المشفرة، ومن المحتمل أن تصبح أمنة بشكل كبير خاصة للأشخاص العاديين بعد أن يتم تنظيم السوق، ومن المسلم به أن مشروع الإيثيريوم سيلقى انتشارًا واسعًا جنبًا إلى جنب مع العديد من التطبيقات اللا مركزية الأخرى.
متانة مشروع الإيثيريوم 2.0
منذ بدء تأسيس مشروع الإيثيريوم عام 2013، وخلال السنوات القليلة الماضية، شهد المشروع حالة من الانتعاش والنمو بشكل سريع جدًا، ولكن ما زالت منصة المشروع بحاجة لعملية ترقية؛ للتغلب على الاختناقات ولكي تواكب الطلب المستمر، لذا لا بد من إجراء آلية تحصيص سريعة للمشروع؛ لتحقيق نمو أكبر وأكثر انتشارًا، ولن يتم ذلك دون إجراء توسعة للمشروع، وبناءً على ذلك فإن الإيثيريوم 2.0 الجديدة سيكون بإمكانها معالجة أكثر من 100 آلف معاملة مالية خلال ثانية واحدة فقط، مقارنة بقدرة المشروع الحالي على معالجة 15 معاملة مالية فقط خلال الثانية الواحدة، لذا أصبح من الهام والضروري على منصة عالمية القيام بآلية التحصيص وزيادة توسعتها ومواكبتها للطلب.
فوائد تحصيص مشروع الإيثيريوم
هناك العديد من الفوائد التي تحملها آلية التحصيص لمشروع الإيثيريوم، فإلى جانبة قابلية المشروع للتوسع، فنجد بأن شبكات البلوك تشين التي تضم نقاط البيع PoS لا تستهلك الكثير من الطاقة، كما أن مدققي المعاملات المالية لن يكونوا بحاجة إلى بذلك جهد كبير لحل الخوارزميات، وبحسب الاحصائيات، فإن اجمالي استهلاك الكهرباء سنويًا لمعالجة المعاملات المالية عبر شبكة الإيثيريوم يصل إلى 12.5 تيراواط في الساعة الواحدة، رغم أن هذا الرقم يعتبر أقل بنسبة تتجاوز الـ 6 مرات مما تستهلكه البيتكوين لتنفيذ المعاملات المالية، لذا فإن ترقية المشروع تعني تحول النظام البيئي لمشروع الإيثيريوم بشكل كامل، وسيتم ترقية المشروع من خلال 3 مراحل، وهي المرحلة الأولى والتي يتم بها إدارة سجلات المدققين وتثبيت سلسلة المنارة، والمرحلة الأولى تتمثل في تكامل سلاسل التقسيم ودمج الشبكات عبر تقنية البلوك تشين، والمرحلة الثالثة ستكون هي مرحة الانطلاق التي بدورها ستدعم العقود الذكية.