-
لقد اختار الرئيس الأمريكى “دونالد ترامب” المملكة العربية السعودية ذات الأغلبية المسلمة أول وجهة خارجية له بعد توليه منصبه، وعندما وصل إلى العاصمة السعودية الرياض قام على الفور بإبرام سلسلة من الاتفاقيات فى خطوة قوية لتعزيز التحالف المستمر منذ عقود مع أكبر مصدر للنفط فى العالم.
وقد أشاد البيت الأبيض بالاتفاق الذى تبلغ قيمته 350 مليار دولار على مدى 10 سنوات و110 مليار دولار سارى المفعول على الفور من المعدات العسكرية للمملكة العربية السعودية، ليتم وصف هذا الاتفاق بأن توسع كبير فى العلاقات الأمنية بين البلدين.
وفى الوقت نفسه فإن المملكة العربية السعودية فى مسعى واسع النطاق للإصلاح الاقتصادى، حيث وقعت سلسلة من الصفقات مع شركات أمريكية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
هذا وقد كان لهذه الاتفاقات تأثير ايجابي على أسعار النفط فى سوق تداول السلع حيث استقرت أسعار النفط فوق مستوى 60 دولارا للبرميل بعد ان عانت كثيرا من الانخفاض خلال الفترة السابقة.
ماذا تتضمن هذه الصفقة العسكرية؟
تشمل الصفقة على دبابات وسفن مقاتلة وأنظمة الدفاع الصاروخى، فضلًا عن تكنولوجيا الرادار والاتصالات وتكنولوجيا الأمن السيبرانى، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الصفقة تتضمن بيع ذخائر موجهة بدقة، والتى كانت إدارة أوباما قد توقفت عن تورديها لأنها كانت قلقة من استخدامها لقصف المدنيين فى اليمن.
ما هو الهدف من هذا؟
يقول مراسل شؤون الشرق الأوسط “مات براون” إن زيارة ترامب للسعودية تمثل انتصارًا حقيقيًا للاهتمامات التجارية والعقيدة الاستراتيجية التى شملت الخطاب الانتخابى للرئيس الأمريكى، هذا إلى جانب الأهمية الاقتصادية للاتفاق العسكرى فهناك العديد من الوظائف على حد تعبير الرئيس الأمريكى.
فيما قال وزير الخارجية الأمريكى السابق “ريكس تيلرسون” أن هذه الصفقة رسالة قوية إلى أعدائنا مشيرًا فى حديثه إلى إيران التى دعمت الأطراف المقابلة فى الولايات المتحدة والسعودية فى سوريا واليمن.
وأضاف تيلرسون أن الولايات المتحدة تعتزم تكثيف جهودها لردع إيران عن الانخراط فى سوريا واليمن، فيما قال نظيره السعودى “عادل الجبير” إن العلاقات القوية مع الولايات المتحدة ستسمح للمنطقة بتصريف المستنقعات التى ينبع منها التطرف والارهاب.
قالت شركة لوكهيد مارتن وهى واحدة من أكبر شركات المقاولات الدفاعية فى العالم والتى تُعد جزء من الاتفاقية الأمريكية السعودية فى بيان لها أن الاتفاقية ستساهم بشكل مباشر فى البرنامج الإصلاحى الاقتصادى “رؤية المملكة 2030” من خلال فتح الباب أمام آلاف من الوظائف ذات المهارات العالية فى القطاعات الاقتصادية الجديدة.
وتمثل حزمة الأسلحة تعزيزًا للقدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية مع احتدام التوتر فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تنظر الولايات المتحدة إلى السعودية بأنها ركيزة أساسية فى الجهود الرامية ضد الطموحات العالمية لإيران.
تُعد صفقة الأسلحة المبرمة من المعدات والخدمات الدفاعية داعمة للمستوى الأمنى على المدى الطويل للسعودية ومنطقة الخليج فى مواجهة التهديدات الإيرانية، وفى الوقت نفسه تعمل على تعزيز قدرة المملكة على المساهمة فى عمليات مكافحة الارهاب فى جميع أنحاء المنطقة.
وبالنسبة للسعوديين تمثل زياردة ترامب انقلابًا دبلوماسيًا وتعزير العلاقات العامة لولى العهد السعودى الأمير “محمد بن سلمان”، خاصة وأن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية منذ هجمات 11 سبتمبر مفعمة بالجدل والتى بلغت ذروتها فى العام الماضى فى تصويت الكونجرس للسماح لعائلات الضحايا بمقاضاة السعودية بسبب صلتها المشبوهة مع منفذيها.
ووفقًا لمجلس العلاقات الخارجية تعتبر السعودية هى الوجهة الرئيسية لمبيعات الأسلحة الأمريكية حيث تشترى ما يقرب من 10% من صادرات الولايات المتحدة وذلك من عام 2011 حتى عام 2015.